قصة غريبة 2018
المحبة وليدة التفاهم
قصة غريبة حدثت معي ..هههه
اتصل بي قائلا :" عزوزة ؛ ما أجهل الناس الذين يتوهمون ان المحبة تتولد بالمرافقة المستمرة وكثرة اللقاءات ؛ بل ان المحبة وليدة التفاهم والثقة والانسجام الروحي وان لم يتم هذا التفاهم بلحظة واحدة فإنه لا ولن يتم أبدا الدهر " ؛ ثم تنفس طويلا وقال : أنا قادم إليكِ ؛حضري نفسك وارتدي جلبابك الأبيض" ثم انقطع الاتصال ؛كنت مذهولة وقد خيم علي ضباب الحيرة والالتباس ...ترى من يكون هذا الشخص ؟ بقيت صامتة؛ مفكرة؛ مصورة لكل مقطع من كلماته معنى وراسمة لكل معنى حقيقة ؛لكنني لم أفهم قصده جيدا ...تململت قليلا ثم وقفت مطيعة منفذة لما قاله لي ...و ما هي الا لحظات حتى أتى بحصانه الأبيض وقد كان عليه هودج موشى بحبيبات رفيعة من الألماس ؛أما هو فقد كان في أبهى حلة ....التفت إلي فإذا بهالة من النور تغمر وجهه الأسمر ؛ اما عيناه فقد كانت متشحة بكثير من السحر والبريق ...نعم ؛ كانت عيناه كشعلة متقدة وكأنها نجم لامع في سماء تحمل الكثير من الأسرار والمعاني؛ وقفت أتأمل ملامحه المألوفة ..ملامحه التي كانت تعلن لي في كل دقيقة سرا من أسرار نفسه وتذكرني بعالم بعيد كل البعد عن العالم الذي أتواجد به ...كانت ملامحه استثنائية فلم تكن تحمل مقاييس وتقاسيم البشر....كانت كالحلم ..كالرؤيا ...كان فيها شيء من الغرابة لكنها كانت طاهرة بريئة اجتذبتني إليها حتى أصبحت أمام عيني كتابا استظهر سطوره وأترنم بمكنوناته التي لم استطع تفسيرها ؛وبينما كنت أتفرس تلك الملامح ..إذا بصوت هادئ ينسل من بين أركان الصمت : " الا تريدين ان تركبي يا سيدتي –عزوزة- ؟" شعرت بجاذب خفي يدنيني إليه بطمأنينة....ولما حاولت الكلام وجدت لساني منعقدا فاستأنست بالسكوت ؛ وبعد هنيهة ظهر أبي وسلم عليه منحنيا ثم نظر الى عيناي محدقا ..." هيا يا بنيتي اركبي "...امسك يدي وقادني نحو الهودج ....فأذا بي اخرج من سجن الصمت قائلة ..." أبي أرجوك قل لي؟ كيف لي ان اركب مع رجل أجنبي عني ؟ " ؛ ابتسم ثم نظر الي بعيون أباحت سرائر نفسه قائلا : " هذا زوجك ..أنسيتي ؟ فقلت له : " مااذا ؟ زوجي؟ لكن منذ متى ..؟.."
اتصل بي قائلا :" عزوزة ؛ ما أجهل الناس الذين يتوهمون ان المحبة تتولد بالمرافقة المستمرة وكثرة اللقاءات ؛ بل ان المحبة وليدة التفاهم والثقة والانسجام الروحي وان لم يتم هذا التفاهم بلحظة واحدة فإنه لا ولن يتم أبدا الدهر " ؛ ثم تنفس طويلا وقال : أنا قادم إليكِ ؛حضري نفسك وارتدي جلبابك الأبيض" ثم انقطع الاتصال ؛كنت مذهولة وقد خيم علي ضباب الحيرة والالتباس ...ترى من يكون هذا الشخص ؟ بقيت صامتة؛ مفكرة؛ مصورة لكل مقطع من كلماته معنى وراسمة لكل معنى حقيقة ؛لكنني لم أفهم قصده جيدا ...تململت قليلا ثم وقفت مطيعة منفذة لما قاله لي ...و ما هي الا لحظات حتى أتى بحصانه الأبيض وقد كان عليه هودج موشى بحبيبات رفيعة من الألماس ؛أما هو فقد كان في أبهى حلة ....التفت إلي فإذا بهالة من النور تغمر وجهه الأسمر ؛ اما عيناه فقد كانت متشحة بكثير من السحر والبريق ...نعم ؛ كانت عيناه كشعلة متقدة وكأنها نجم لامع في سماء تحمل الكثير من الأسرار والمعاني؛ وقفت أتأمل ملامحه المألوفة ..ملامحه التي كانت تعلن لي في كل دقيقة سرا من أسرار نفسه وتذكرني بعالم بعيد كل البعد عن العالم الذي أتواجد به ...كانت ملامحه استثنائية فلم تكن تحمل مقاييس وتقاسيم البشر....كانت كالحلم ..كالرؤيا ...كان فيها شيء من الغرابة لكنها كانت طاهرة بريئة اجتذبتني إليها حتى أصبحت أمام عيني كتابا استظهر سطوره وأترنم بمكنوناته التي لم استطع تفسيرها ؛وبينما كنت أتفرس تلك الملامح ..إذا بصوت هادئ ينسل من بين أركان الصمت : " الا تريدين ان تركبي يا سيدتي –عزوزة- ؟" شعرت بجاذب خفي يدنيني إليه بطمأنينة....ولما حاولت الكلام وجدت لساني منعقدا فاستأنست بالسكوت ؛ وبعد هنيهة ظهر أبي وسلم عليه منحنيا ثم نظر الى عيناي محدقا ..." هيا يا بنيتي اركبي "...امسك يدي وقادني نحو الهودج ....فأذا بي اخرج من سجن الصمت قائلة ..." أبي أرجوك قل لي؟ كيف لي ان اركب مع رجل أجنبي عني ؟ " ؛ ابتسم ثم نظر الي بعيون أباحت سرائر نفسه قائلا : " هذا زوجك ..أنسيتي ؟ فقلت له : " مااذا ؟ زوجي؟ لكن منذ متى ..؟.."
فقال : " هذا زوجك منذ ان تزوجتما ؛ هيا اركبي ودعك من الثرثرة ..." تقدم نحوي ذلك الرجل ومد يده لي ...لكنني وقفت ممانعة : "لا داعي لذلك سأركب لوحدي ...تقدمت نحو الهودج لكنني تعثرت عند صعودي فاقترب مني وقال لي بصوت تساوره الرقة : " على مهلك سيدتي " ؛ ثم ساعدني في الصعود ...ركبنا سويا ثم مضينا بعد ان ودعنا أبي .. كانت وجهتنا بعيدة وقد كان كلانا صامتا ؛حائرا . ينتظر الأخر ليبدأ فصول الكلام .كنت أفكر طوال الطريق أحاول استرجاع ذاكرتي وكنت من حين لأخر اصفع نفسي لعلي استيقظ ..لعله مجرد حلم ؛ استرقت النظر إليه محاولة تفحص تلك الملامح المألوفة فإذا به يرصد نظرتي إليه ؛ فقال: " أوليس السكوت أصعب من الكلام ؟هيا تكلمي ؛ ألم تشتاقي إلي ؟ ثم نظر لي مبتسما ...لم أكن اعلم أنك مهملة الى هذا الحد الذي يجعلك تنسين نصفك الأخر ...فقاطعته قائلة : " توقف عن التكلم معي بهذه الطريقة أنا لست زوجتك "..فتنهد بأسى ثم قال: " ..حسنا عليك بالأول ان تجتازي تلك المعابر الكائنة بين الشك واليقين وبعدها سوف نتحدث ..ثم ضحك وقال : أعانني الله لا ادري كيف ستكون بقية أيامي معك " ؛ كنت اشعر بخوف شديد وقد كانت نبضات قلبي تتسارع وتتماهل كأنها أمواج بحر بين صعود ونزول ..فقلت له : إلى أين الوجهة يا رجل...فقال: لن أجيبك حتى تناديني باسمي ..فقلت : أرجوك أنا لا اعرف عنك شيئا ..فقط قل لي من تكون؟ ومن أكون ؟ وما الذي جمعني بك ؟ وما الذي جعل أبي يرحب بك بحفاوة ؟ نظر الي مطولا نظرة غريب ضائع وقد تغيرت ملامحه وانحجبت ابتسامة ثغره وراء نقاب من التأمل .. وكأنه يحاول استرجاع شريط أيامه الغابرة ..ثم صمت طويلا وقد بدت أجفانه ساكنة .....وقال : انا زوجك احمد ؛ تزوجتك ذات يوم وقد كنت غائبة عن الوعي طوال اليوم ..أقمنا يومها وليمة فوق السحاب وعقدت قراني معك ..كان يوما مميزا فقد طبعت تلك الشمس قبلتها على الأفق واكتست تلك السماء مظاهر الجلال والرونق بحضور العصافير والبلابل المغردة ؛ أتذكر أنكِ كنتِ نائمة على جناح طائر في فضاء تملأه أشعه الشمس وتحتويه رائحة الأزهار والرياحين ؛ كنت يومها انشد على مسامعك اغنية الحياة لكي تستيقظي ..لكنك لم تستجيبي....أتذكر أنني غرست في قلبك وردة بيضاء ثم سقيتها بدموعي لكي تبقي طاهرة حتى الموت...ثم البستك خاتما من اللؤلؤ الأبيض ..وعندما انتصف الليل سمعت همسك: سنقيم عرسنا فجرا أريد أن يكون عرسي ملائكيا ...ثم التحفت الفضاء مجددا وقد بدت ملامحك ملتمعة كذوب اللجين ؛بقيت بعدها أساهر الدجى وأترقب طلوع الفجر.....لكنني غفوت على حين غفلة ..ولما استيقظت وجدتك في الأفق البعيد وقد كان النسيم يداعب ثوبك الأبيض......نعم لقد أخذكِ ذلك الطائر بعيدا عني وتركني كالأعمى التمس تلك السحب الرفيعة مخافة سقوطي ....
نعم لقد أخدك بعيدا وحجبك عن عيوني وراء ستائر الشمس الذهبية ... فأثار تنهدات الأسى في صدري واستقطر دموع اليأس من أجفاني فتوارت أمنياتي وانزوت أفراحي وكنت كلما انظر للسماء تتقد كآبتي مرددة مع أشباح الوحشة ندبات الشجن والحزن على فراقك ..نعم ؛ لقد كنتي بالأمس نغمة شجية ألفظها كلما سكنني الوجد والحنين ..لكن ..اليوم ها أنت كالسر صامتة في صدر الأرض ولا ادري كيف أعيدك إلى عنفوان أيامنا الغابرة ..؟...ها أنت اليوم غامضة ولا ادري كيف أنير زوايا ذاكرتك المسجونة في ظلمات النسيان ...؟
نعم ؛ لقد رحلت فأصبحت حياتي كصفحة منسية يتمحضها اليأس والغبار.... ثم سكت قليلا ؛ أما أنا فقد كنت انظر إليه نظرة ذعر وشفقة ...أحاول استنطاق عيونه التي غارت بالدموع ..فأمخرت فيها العنان وغصت فيها لأبحث عن حقيقة أمري ....فقلت له : نعم ؛ ماذا حدث بعد ذلك ؟
فقال : ثم عاد إلي ذلك الطائر وأخذني بعيداا .....كنت اظن أنه سيأخذني اليك ..لكنه أخذني بعيدا عنك ..بعيدا عن ذلك الفضاء المملوء بنور الكواكب .... نعم ؛ لقد أخذني بعيدا عنك ؛ الى منعطف مظلم تملؤه أنوال العناكب ودبيب الحشرات ؛شعرت بعدها بندم شديد كاد يخنقني بكلتا يديه... كانت أعماق نفسي ترتعش بالغصّات الأليمة لأنني غفوت وتركتك وحيدة ...لأنني تركتك بعيدة عن ناظري...لأنني تركتك بين جناحي طائر غريب ولم أفكر حتى في أنه قد يأخذك بعيدا.....نعم ؛ لقد اضمحل طيفك كالضباب ..لقد غاب بصيص النور الذي كنت استمد منه القوة لأبقى ....لقد اضمحلت كل أحلامي وذابت كسلالة النور بالظلمة وماتت مهجتي بأزلية الوحدة والعراء ..
فقاطعته قائلة : ثم ماذا؟ فقال : ثم هبت ريح قوية بعثرت حدود ذاكرتك وجعلتك أسيرة بين غياهب النسيان ....أما أنا فقد أذكت أحزاني من فوهة بركان قلبي المشتعل .......ثم أخذني الى مصير مجهول لا أعرف له عنوانا ..؛ الى مصير مبهم ؛ إلى حيث لا يوجد الأمان؛ الى حيث لا توجدين ..
نعم؛ لقد سُدَّتْ أبواب الحياة بيننا وما كان علي إلا أن اخضع لمشيئة الله .....مرت سنون من عمري وأنا أترقب الفضاء لعلي أرى شعلتي البيضاء .... لعلي أحضي برؤية طيفك مجددا ....لكن جميع محاولاتي باءت بالفشل ....
وذات يوم كنت أجلس بين أحضان الشاطئ الذي اكتسى وشاح الليل وقد كانت أجنحة اليأس تصفق فوق رأسي ... فإذا بي أبصر عن كثب لشعلة أنارت صدر السماء ثم تقدمت نحوي
وركعت أمامي لأعتليها ...ثم أخذتني إلى ارض الازاهر والرياحين البيضاء ...فبثت في روحي المنهكة قوة وأملا ؛قوة كانت تستهويني وتستمليني وتشعرني بأن موعد اللقاء قريب ؛أتدرين ؟ لقد كانت تلك الزهور تحدثني عنك كل يوم وأخبرتني بمكان وجودك ..... فهناك رباط قوي بينها وبين تلك التي غرستها في قلبك يوم زواجنا ...لقد أخبرتني انك كنت تعتنين بها في غيابي ؛أنك كنت تروين ظمأها بغدير الوفاء والإخلاص ؛ لقد اخبرتني انك كنت تستمعين الى تنهداتي المتصاعدة من فرط حزني .. لقد أخبرتني أنك تشتاقين الي كما تشتاق الام الى رؤية جنين مات في أحشائها قبل ان يرى النور .....لقد أخبرتني أنك كنتِ تصغين الى احاديث نفسي كما تصغي الشواطئ الى حكايات الامواج ...لقد اخبرتني أنك كنت تمشين بين الحقول وتترنمين باسمي كما تترنم العصافير بتغاريدها في وضح النهار ثم صمت ...وتركني حائرة مجذوبة إلى مسارح الرؤيا محاولة رصف تلك الكلمات ....
ثم قال : نعم؛ لقد بحثت عنك طويلا واليوم ها قد أتيتك بعزم هاجع بعدما وقفت أمامي عواصف الدهر وأنوائه ..ها قد أتيتك لأكمل الفصل الثاني من حياتي برفقتك بعدما تجرعت مرارة الشجن والوحدة والفراق ....آه ؛ ما أمّر ليالي الحزن وما أكثر مخاوفها ..
ثم أوقف حصانه ونزل بي الى مكان تخفره الأشجار والأنهار وتغمره السكينة وتحيط به المروج والرياحين وتعطر فضاءه رائحة الورد والفل والياسمين ...وسرنا بين الاشجار وأصابع النسيم تلامس وجهينا ..كان كلانا يرتدي ثوبا من الخجل ...فبدل ان نتحدث عن مآتي المستقبل كنا صامتين ..كنا نستمع الى همس الزهور و تنفس الطبيعة النائمة في وضح الغروب ....وبعد هنيهة من تلك السكينة السحرية اذا به يكسر زجاج الصمت قائلا : ما اعظم هذا اليوم وما أعمق اسراره..ثم شخص بنظره نحو الشفق الى حيث توجد تلك الغيوم الملونة بأنوار الغروب و قال :..ان القوة التي فرقتنا بالامس سوف تجمعنا اليوم ...سوف تجمعنا عندما تفتح اشعة الفجر قلبها الأبيض ؛ ولما سمع نداء الفجر دنى مني ووضع على رأسي تاجا ...ثم حدق إلي مطولا وكأنه يحاول رصف أشباح الخوف التي كانت تهتز لضجيجها أركان قلبي ... ثم ربت على كتفي وقال لي هيا بنا ..ولما هممنا بالرحيل فتحت عيناي فإذا بي أجد يد والدي تربت على كتفي محاولة ايقاظي لصلاة الفجر
نعم ؛لقد كان مجرد حلم 😂😂قصصقصص
نعم لقد أخدك بعيدا وحجبك عن عيوني وراء ستائر الشمس الذهبية ... فأثار تنهدات الأسى في صدري واستقطر دموع اليأس من أجفاني فتوارت أمنياتي وانزوت أفراحي وكنت كلما انظر للسماء تتقد كآبتي مرددة مع أشباح الوحشة ندبات الشجن والحزن على فراقك ..نعم ؛ لقد كنتي بالأمس نغمة شجية ألفظها كلما سكنني الوجد والحنين ..لكن ..اليوم ها أنت كالسر صامتة في صدر الأرض ولا ادري كيف أعيدك إلى عنفوان أيامنا الغابرة ..؟...ها أنت اليوم غامضة ولا ادري كيف أنير زوايا ذاكرتك المسجونة في ظلمات النسيان ...؟
نعم ؛ لقد رحلت فأصبحت حياتي كصفحة منسية يتمحضها اليأس والغبار.... ثم سكت قليلا ؛ أما أنا فقد كنت انظر إليه نظرة ذعر وشفقة ...أحاول استنطاق عيونه التي غارت بالدموع ..فأمخرت فيها العنان وغصت فيها لأبحث عن حقيقة أمري ....فقلت له : نعم ؛ ماذا حدث بعد ذلك ؟
فقال : ثم عاد إلي ذلك الطائر وأخذني بعيداا .....كنت اظن أنه سيأخذني اليك ..لكنه أخذني بعيدا عنك ..بعيدا عن ذلك الفضاء المملوء بنور الكواكب .... نعم ؛ لقد أخذني بعيدا عنك ؛ الى منعطف مظلم تملؤه أنوال العناكب ودبيب الحشرات ؛شعرت بعدها بندم شديد كاد يخنقني بكلتا يديه... كانت أعماق نفسي ترتعش بالغصّات الأليمة لأنني غفوت وتركتك وحيدة ...لأنني تركتك بعيدة عن ناظري...لأنني تركتك بين جناحي طائر غريب ولم أفكر حتى في أنه قد يأخذك بعيدا.....نعم ؛ لقد اضمحل طيفك كالضباب ..لقد غاب بصيص النور الذي كنت استمد منه القوة لأبقى ....لقد اضمحلت كل أحلامي وذابت كسلالة النور بالظلمة وماتت مهجتي بأزلية الوحدة والعراء ..
فقاطعته قائلة : ثم ماذا؟ فقال : ثم هبت ريح قوية بعثرت حدود ذاكرتك وجعلتك أسيرة بين غياهب النسيان ....أما أنا فقد أذكت أحزاني من فوهة بركان قلبي المشتعل .......ثم أخذني الى مصير مجهول لا أعرف له عنوانا ..؛ الى مصير مبهم ؛ إلى حيث لا يوجد الأمان؛ الى حيث لا توجدين ..
نعم؛ لقد سُدَّتْ أبواب الحياة بيننا وما كان علي إلا أن اخضع لمشيئة الله .....مرت سنون من عمري وأنا أترقب الفضاء لعلي أرى شعلتي البيضاء .... لعلي أحضي برؤية طيفك مجددا ....لكن جميع محاولاتي باءت بالفشل ....
وذات يوم كنت أجلس بين أحضان الشاطئ الذي اكتسى وشاح الليل وقد كانت أجنحة اليأس تصفق فوق رأسي ... فإذا بي أبصر عن كثب لشعلة أنارت صدر السماء ثم تقدمت نحوي
وركعت أمامي لأعتليها ...ثم أخذتني إلى ارض الازاهر والرياحين البيضاء ...فبثت في روحي المنهكة قوة وأملا ؛قوة كانت تستهويني وتستمليني وتشعرني بأن موعد اللقاء قريب ؛أتدرين ؟ لقد كانت تلك الزهور تحدثني عنك كل يوم وأخبرتني بمكان وجودك ..... فهناك رباط قوي بينها وبين تلك التي غرستها في قلبك يوم زواجنا ...لقد أخبرتني انك كنت تعتنين بها في غيابي ؛أنك كنت تروين ظمأها بغدير الوفاء والإخلاص ؛ لقد اخبرتني انك كنت تستمعين الى تنهداتي المتصاعدة من فرط حزني .. لقد أخبرتني أنك تشتاقين الي كما تشتاق الام الى رؤية جنين مات في أحشائها قبل ان يرى النور .....لقد أخبرتني أنك كنتِ تصغين الى احاديث نفسي كما تصغي الشواطئ الى حكايات الامواج ...لقد اخبرتني أنك كنت تمشين بين الحقول وتترنمين باسمي كما تترنم العصافير بتغاريدها في وضح النهار ثم صمت ...وتركني حائرة مجذوبة إلى مسارح الرؤيا محاولة رصف تلك الكلمات ....
ثم قال : نعم؛ لقد بحثت عنك طويلا واليوم ها قد أتيتك بعزم هاجع بعدما وقفت أمامي عواصف الدهر وأنوائه ..ها قد أتيتك لأكمل الفصل الثاني من حياتي برفقتك بعدما تجرعت مرارة الشجن والوحدة والفراق ....آه ؛ ما أمّر ليالي الحزن وما أكثر مخاوفها ..
ثم أوقف حصانه ونزل بي الى مكان تخفره الأشجار والأنهار وتغمره السكينة وتحيط به المروج والرياحين وتعطر فضاءه رائحة الورد والفل والياسمين ...وسرنا بين الاشجار وأصابع النسيم تلامس وجهينا ..كان كلانا يرتدي ثوبا من الخجل ...فبدل ان نتحدث عن مآتي المستقبل كنا صامتين ..كنا نستمع الى همس الزهور و تنفس الطبيعة النائمة في وضح الغروب ....وبعد هنيهة من تلك السكينة السحرية اذا به يكسر زجاج الصمت قائلا : ما اعظم هذا اليوم وما أعمق اسراره..ثم شخص بنظره نحو الشفق الى حيث توجد تلك الغيوم الملونة بأنوار الغروب و قال :..ان القوة التي فرقتنا بالامس سوف تجمعنا اليوم ...سوف تجمعنا عندما تفتح اشعة الفجر قلبها الأبيض ؛ ولما سمع نداء الفجر دنى مني ووضع على رأسي تاجا ...ثم حدق إلي مطولا وكأنه يحاول رصف أشباح الخوف التي كانت تهتز لضجيجها أركان قلبي ... ثم ربت على كتفي وقال لي هيا بنا ..ولما هممنا بالرحيل فتحت عيناي فإذا بي أجد يد والدي تربت على كتفي محاولة ايقاظي لصلاة الفجر
نعم ؛لقد كان مجرد حلم 😂😂قصصقصص